أهمية الصلاة وفوائدها

انّ ربّنا الرحيم خلقنا لهدف أعظم وأهم من العالم المادي ومهّد لنا الطريق للوصول إلى أعلى مستويات الروحانية؛ ولکن شرط النجاح في الوصول إلى هذه الغاية القيّمة هو الاستقامة على طريق الإنسانية والاحتراز عن الانحراف نحو الشرور والشوائب.

ومن أفضل الطرق وأكثرها فعالية في‌ ابقائنا على طريق الخير و منعنا من الانزلاق إلى الهاوية الخطرة، هو تواصلنا مع الله والدعاء والتضرع الیه. لأنّ القلب الذي يتذكر خالق الجمال دائماً سيبقى نقيًاً ولا يقع في فخاخ القبائح. فإن التعامل بالقيم النورانية السامية يصقل القلب ويملؤه بالتفائل والسلام.

و لذلک نری أنّ جميع الأنبياء والقادة الذين كانت واجبهم و مهمّتهم دعوتنا إلى الخير وتعليمنا الطريق لبلوغ هدفنا في الحياة، كرّسوا نصيحتهم الروحية الأولى والأهم بالصلاة وبهذه الطريقة حافظوا علی بقاء ذكری الله حيةً في قلوب أتباعهم. وفي شريعة خاتم أنبياء الله للصلاة مكانة عالية جدًا بحیث لا نجد أيّ موضوع آخر تم طلبه و الوصیة به مثل هذا العمل. وقد اعتبر القرآن الصلاة فريضة موقوتة[1] تحفظ ذكر الله[2] وتبعّد الإنسان عن القبائح[3] وتمحي السيئات الماضية[4].

إن الذي خلق الإنسان ويعرفه أفضل من أي شخص آخر، یؤکّد في كتابه علی توخي الحذر من سماتنا السلبية وأنانيتنا وقلة صبرنا[5] التي يمكن أن تضعنا في مواقف مؤلمة وصادمة. وأول حلّ ذكره الله لتجنب هذه الصعوبات والتحديات هو الصلاة[6].

نعم، بالطبع، أي أداة لا يتم استخدامها بشكل صحيح لن تعطي النتيجة المرجوة. ولذلك، فإن القرآن لم یکتف بعدم اعتبار الصلاة غير المصحوبة بشروط مثل حضور القلب والإخلاص واحترام حقوق الآخرين مثمرة[7]، بل يوبخ هؤلاء المصلين بشدة[8]. ومع ذلك، يعتبر الله الصلاة التي يتم أداؤها بشكل صحيح کأداة تمنحنا النجاح المضمون، أكثر و أحسن من أي وسیلة أخرى[9].

التالی: الصلاة تکلیف أم توصية؟

العودة إلى الفهرس

 

المكتبة الإسلامية: معرفة الإسلام


[1] . إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (النساء: ۱۰۳)

[2] . إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (طه: ۱۴)

[3] . وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (العنکبوت: ۴۵)

[4] . وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (هود: ۱۱۴)

[5] . إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا‏ * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (المعارج: ۱۹ الی ۲۱)

[6] . إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (المعارج: ۲۲ و ۲۳)

[7] . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ (النساء ۴۳)

[8] . فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (الماعون: ۴ تا ۷)

[9] . قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (المؤمنون: ۱ و ۲)